كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


<تنبيه> قد التقط ابن العماد الشهداء ‏[‏ص 180‏]‏ من الأخبار ونظمها فقال‏:‏

من بعد حمد اللّه والصلاة * على النبي وآله العلاة

خذ عدة الشهداء سرداً نظما * واحفظ هديت للعلوم فهماً

محب آل المصطفى ومن نطق * عند إمام جائر يقول حق

وذو اشتغال بالعلوم ثم من * على وضوء موته نال المنن

ومن يمت فجاءة أو حريق * ومائد بغيه غريق

لديغ أو مسحور أو مسموم * أو عطش بجرعة ما لوم

أكيل سبع عاشق مجنون * والنفسا والهدم والمبطون

ومن بذات الجنب أو ظلماً قتل * أو دون مال أو دم أهل نقل

أو دين أو في الحرب أو مات به * مؤذن محتسب لربه

وجالب يبيع سعر يومه * أو مات بالطاعون بين قومه

كذا الغريب أو بعين أو قرا * أواخر الحشر بها نال الذرا

ومن يلازم وتره وورده * عند الضحى والصوم حتم سعده

- ‏(‏مالك‏)‏ في الموطأ ‏(‏ق ت عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه النسائي‏.‏

4955 - ‏(‏الشهداء أربعة رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق اللّه حتى قتل فذاك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب جلده بشوك طلح من الجبن أتاه سهم غرب‏)‏ بفتح الراء وسكونها وبالإضافة وتركها لا يعرف ‏(‏راميه فقتله فهو في الدرجة الثانية ورجل مؤمن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً لقي العدو فصدق اللّه حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة ورجل مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو فصدق اللّه حتى قتل فذاك في الدرجة الرابعة‏)‏ قال في الفردوس‏:‏ الطلح الشجر العظام ويقال شجر كثير الشوك قال ابن حجر‏:‏ هذا الحديث ونحوه يفيد أن الشهداء ليسوا في مرتبة واحدة ويدل عليه أيضاً ما رواه الحسن بن علي الحلواني في كتاب المعرفة بإسناد حسن من حديث عليّ كرم اللّه وجهه كل موتة يموت فيها المسلم فهو شهيد غير أن الشهادة تتفاضل‏.‏

<تنبيه> سمي الشهيد شهيداً لأن روحه شهدت دار السلام وروح غيره لا تشهدها إلا يوم القيامة ولأن اللّه وملائكته يشهدون له بالجنة أو لأنه أشهد عند خروج روحه ماله من الثواب والكرامة أو لأن ملائكة الرحمة يشهدونه فيأخذون روحه أو لأنه يشهد له بالإيمان وخاتمة الخير بظاهر حاله أو لأن عليه شاهداً يشهد بكونه شهيداً وهو دمه أو لغير ذلك‏.‏

- ‏(‏حم ت عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب رمز لحسنه ورواه أبو يعلى والديلمي وفيه ابن لهيعة‏.‏

4956 - ‏(‏الشهداء على بارق - نهر بباب الجنة - في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً‏)‏ يعني تعرض أرزاقهم على أرواحهم فيصل إليهم الروح والفرح كما تعرض النار على آل فرعون غدواً وعشياً فيصل إليهم الوجع وفيه دلالة على أن الأرواح جواهر قائمة بأنفسها مغايرة لما يحس منه البدن تبقى بعد الموت درَّاكة وعليه الجمهور وبه ‏[‏ص 181‏]‏ نطقت الآية والسنن وعليه فتخصيص الشهداء لاختصاصهم بالقرب من الرب ومزيد البهجة والكرامة ذكره القاضي‏.‏ وفي هذا الخبر كما قبله تنبيه على فضل الجهاد وكيف لا وهو بيع النفس من اللّه ولا أحب إلى الإنسان من نفسه فبذلها للّه أعظم الاحتساب وقد قال اللّه تعالى ‏{‏ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل اللّه‏}‏ الآية‏.‏ وناهيك به شرفاً عند أهل البصر حيث وصفهم بأنهم أحياء عند ربهم وهذه عندية تخصيص وتشريف والمراد حياة الأرواح في النعيم الأبدي لا حقيقة الحياة الدنيوية بدليل أن الشهيد يورث وتزوَّج زوجته‏.‏ قال المقريزي‏:‏ ولا يلزم من كونها حياة حقيقة أن تكون الأبدان معها كما كانت في الدنيا من الاحتياج إلى الطعام والشراب وغير ذلك من صفات الأجسام التي تشاهدها بل يكون لها حكم آخر فليس في العقل ما يمنع إثبات الحياة الحقيقية لهم وأما الإدراكات فحاصلة لهم ولسائر الموتى‏.‏

- ‏(‏حم طب ك‏)‏ في الجهاد ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الحاكم‏:‏ على شرط مسلم وأقره الذهبي قال الهيثمي‏:‏ رجال أحمد ثقات‏.‏

4957 - ‏(‏الشهداء عند اللّه‏)‏ في الآخرة ‏(‏على منابر‏)‏ جمع منبر ‏(‏من ياقوت‏)‏ جالسين عليها ‏(‏في ظل عرش اللّه يوم لا ظل إلا ظله‏)‏ والمنابر ‏(‏على كثيب من مسك فيقول لهم الرب‏)‏ تعالى ‏(‏ألم أوف‏)‏ بضم فسكون فكسر بضبط المصنف ‏(‏لكم وأصدقكم‏)‏ بضم فسكون فضم ‏(‏فيقولون بلى وربنا‏)‏ المراد أنهم مكرمون منزلون لكرامتهم عليه منزلة المقربين عند الملوك على طريق التمثيل والبيان لشرفهم وفضلهم على غيرهم‏.‏

- ‏(‏عق عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

4958 - ‏(‏الشهداء الذين يقاتلون في سبيل اللّه في الصف الأول ولا يلتفتون بوجوههم حتى يقتلون فأولئك يلتقون في الغرف العلى من الجنة يضحك إليهم ربك‏)‏ أي يقبل عليهم ويجزل عطاياهم ويبالغ في إكرامهم ‏(‏وإن اللّه إذا ضحك إلى عبده المؤمن فلا حساب عليه‏)‏ هذا ترغيب في جهاد أهل الطغيان بحد السيف والسنان وإعلام بالتربية بما تحصل به التصفية بما يؤدي إلى مناصبة الكفار ومقارعة أهل دار البوار، وفي الخبر إشعار بأن فضل الشهادة أرفع من فضل العلم وإليه ذهب جمع فاحتجوا له بما منه أن العلم يحصله العبد في الحياة الدنيا ليتقرب إلى اللّه زلفى والأجر في الآخرة يلغى والشهادة تحصل للعبد عند خروج روحه من بدنه فهي ثواب اللّه الذي لا يبلغ أحد أقصى أمده فالعلم مثاب عليه والشهادة من الثواب وفي تفاضل الثواب والمثاب عليه نظر لا يخفى على أولي الألباب وأيضاً فالشهادة درجة عند اللّه سبحانه وتعالى والعلم يحصله العبد في الدنيا ليكمل به عمله وإيمانه والشهادة متى اتصف بها العبد حصلت له الدرجة العالية بيقين والعلم قد يتصف به من لا يكون من المتقين فيرجع علمه وبالاً عليه ولا يرغب بحق فيما لديه لأن الشهادة اسم مدح في كل حال والمتصف بها مخصوص بالأجر الذي لا تنقطع دونه الأماني وتنتهي إليه الآمال والعلم في نفسه ينقسم إلى محمود ومذموم والمتصف بالممدوح مثاب ومعاقب ومرحوم والتحقيق أنه لا يمكن إطلاق القول بتفضيل العلم ولا الشهادة وأن ذلك لا يقاس بتفضيل عبادة على عبادة‏.‏

- ‏(‏طس عن نعيم بن هبار‏)‏ ويقال همار ويقال هدار وجار صحابي شامي قال‏:‏ إن رجلاً سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أي الشهداء أفضل فذكره قال الهيثمي‏:‏ ورواه الطبراني وأحمد وأبو يعلى ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات اهـ وقضيته أن رجال الطبراني ليسوا كذلك فعلى المصنف ملام من وجهين من حيث اقتصاره على الرواية المرجوحة وعدوله عن أحمد‏.‏

‏[‏ص 182‏]‏ 4959 - ‏(‏الشهر يكون‏)‏ مرة ‏(‏تسعة وعشرين ويكون‏)‏ مرة ‏(‏ثلاثين‏)‏ فلا تأخذوا أنفسكم بصوم ثلاثين احتياطاً ولا يعرض في قلوبكم شك في كمال الأجر وإن نقص الشهر قال‏:‏ وقد يقع النقص متوالياً في شهرين أو ثلاثة وأربعة لا أكثر ‏(‏فإذا رأيتموه‏)‏ أي أبصر هلال رمضان عدل منكم ‏(‏فصوموا‏)‏ وجوباً ‏(‏وإذا رأيتموه فأفطروا‏)‏ كذلك ‏(‏فإن غم‏)‏ أي غطي الهلال ‏(‏عليكم‏)‏ قال القاضي‏:‏ ففيه ضمير ويجوز كونه مسنداً إلى الجار والمجرور أي إن كنتم مغموماً عليكم ‏(‏فأكملوا‏)‏ أي أتموا ‏(‏العدة‏)‏ أي عدد شعبان ثلاثين وقد فرض الصيام على هذه الأمة ابتداء أياماً معدودة لأن اللّه سبحانه وتعالى لما جمع لها ما في الكتب والصحف من الفضائل كانت مبادئ أحكامها على حكم الأحكام المتقدمة فكما وجهوا وجهة أهل الكتاب ابتداء ثم ختم لهم بالوجهة إلى الكعبة انتهاء صوّموا صوم أهل الكتاب ابتداء ثم رقوا إلى صوم دائرة الشهر انتهاء ولما كان من قبلنا أهل حساب لما فيه من حصول أمر الدنيا فكانت أعوامهم شمسية كان صومهم عدد أيام لا وحدة شهر وكان فيه على هذه الأمة من الكلفة ما كان في صوم أهل الكتاب من حيث لم يكن فيه أكل ولا نكاح بعد نوم لينال رأس هذه الأمة وأوائلها حظاً من أوائل الأمم ثم رقيت إلى ما يخصها‏.‏

- ‏(‏ن عن أبي هريرة‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن ذا ليس في أحد الصحيحين وهو ذهول بل هو فيها معاً‏.‏

4960 - ‏(‏الشهوة الخفية‏)‏ قال الزمخشري‏:‏ قيل هي كل شيء من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه وقيل أن يرى جارية حسناء فيغض طرفه ثم ينظر بقلبه ويمثلها لنفسه فيفتتن بها اهـ‏.‏ وقال الغزالي‏:‏ يريد أن الإنسان إذا لم تقدر نفسه على ترك بعض الشهوات ويروم أن يخفي الشهوة ويأكل في الخفية ما لا يأكل في الجماعة ‏(‏والرياء شرك‏)‏ فإن من عمل لحظ نفسه أو ليراه الناس فيثنون عليه فقد أشرك مع اللّه غيره‏.‏

<تنبيه> قال الغزالي‏:‏ شهوة النفس أضر الأعداء وبلاؤها أصعب البلاء وعلاجها أعسر الأشياء وداؤها أعضل الداء فإنها عدوّ من داخل واللص إذا كان من داخل البيت عزت الحيلة في دفعه وهي عدو محبوب والإنسان أعمى من عيب محبوبه وإذا نظرت وجدت أصل كل فتنة وفضيحة وخزي وهلاك وآفة وما وقع في خلق اللّه من أول الخلق إلى يوم القيامة من قبل النفس‏.‏ ‏(‏تتمة‏)‏ قال في الحكم‏:‏ حظ النفس في المعصية ظاهر جلي وحظها في الطاعة باطن خفي ومداواة ما يخفى صعب علاجه وربما دخل الرياء عليك حيث لا ينظر الخلق إليك‏.‏

- ‏(‏طب عن شداد بن أوس‏)‏ رمز المصنف لحسنه‏.‏

4961 - ‏(‏الشهيد لا يجد من القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة‏)‏ بفتح القاف وسكون الراء ‏(‏يقرصها‏)‏ القرصة الأخذة بأطراف الأصابع وعبر بأداة الحصر دفعاً لتوهم تصور أن ألمه يفضل على ألمها وهذه تسلية لهم عن هذا الحادث العظيم والخطب الجسيم وتهييج الصبر على وقع السيوف واقتحام الحتوف‏.‏

- ‏(‏ن عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه الديلمي أيضاً‏.‏

4962 - ‏(‏الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة‏)‏ يعني أنه تعالى يهون عليه الموت ويكفيه سكراته وكربه بل رب شهيد يتلذذ ببذل نفسه في سبيل اللّه طيبة بها نفسه كقول خبيب الأنصاري حين قتل‏:‏

ولست أبالي حين أقتل مسلماً * علي أي شق كان للّه مصرعي

- ‏(‏طس عن أبي قتادة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه رشدين بن سعد وهو ضعيف وأقول‏:‏ فيه أيضاً ابن لهيعة‏.‏

‏[‏ص 183‏]‏ 4963 - ‏(‏الشهيد يغفر له في أول دفعة‏)‏ وفي رواية دفقة ‏(‏من دمه‏)‏ يعني ساعة يقتل والدفعة بالضم والفتح المرة الواحدة من نظر أو غيره ‏(‏ويزوج حوراوين‏)‏ من الحور العين ‏(‏ويشفع في سبعين‏)‏ نفساً ‏(‏من أهل بيته‏)‏ لفظ رواية الترمذي من أقاربه بدل أهل بيته أي تقبل شفاعته فيهم ‏(‏والمرابط إذا مات في رباط كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة‏)‏ فلا يقطع بموته ‏(‏وغدي عليه وريح برزقه ويزوج سبعين حوراً وقيل له‏)‏ أي تقول له الملائكة بأمر اللّه تعالى ‏(‏قف‏)‏ في الموقف ‏(‏فاشفع إلى أن يفرغ من الحساب‏)‏ فيدخل الجنة ويرفع درجته فيها‏.‏ ‏(‏خاتمة‏)‏ قال ابن الزملكاني‏:‏ للشهيد الكامل المقتول في سبيل اللّه شرائط وخصائص فمن شروطه أن يقاتل مخلصاً ومعنى الإخلاص أن يقاتل لتكون كلمة اللّه هي العليا وهذا دليل على أن العمل إنما يكون بالنية الصالحة فيما يعتبر وإذا لم تصح النية فلا أثر له وهو دليل على أن الفضل الذي ورد في الجهاد وما أعد اللّه للمجاهدين مختص بمن قاتل لتكون كلمة اللّه هي العليا فمن قاتل لغير ذلك فليس في سبيل اللّه ويدل له ما في خبر آخر ما من كلم يكلم في سبيل اللّه واللّه أعلم بمن يكلم في سبيله معناه ليس كل من يكلم في معركة كان كلمه في سبيل اللّه ولا يتعلق في ذلك بظاهر الحال بل اللّه أعلم بمن يكلم في سبيله فإن ذلك مقرون بالإخلاص واللّه أعلم به فإنه من أفعال القلوب ومن شرائطها الشهادة الكاملة أن يقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر فذلك هو السعيد الكامل‏.‏

- ‏(‏طس عن أبي هريرة‏)‏ رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي‏:‏ روى ابن ماجه بعضه ورواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي‏.‏ قال الذهبي‏:‏ مقارب الحديث وضعفه النسائي‏.‏

4964 - ‏(‏الشؤم‏)‏ بضم المعجمة وسكون الهمزة وقد تسهل فتصير واواً نقيض اليمن ‏(‏سوء الخلق‏)‏ أي يوجد فيه ما يناسب الشؤم ويشاكله أو أنه يتولد منه قال ابن رجب‏:‏ نبه به على أنه لا شؤم إلا ما كان من قبل الخطايا فإنها تسخط الرب ومن سخط عليه فهو مشؤوم شقي في الدنيا والآخرة كما أن من رضي عنه سعيد فيهما وسيء الخلق مشؤوم على نفسه وعلى غيره‏.‏ ‏[‏هذا في ظاهر الأمر، أما بحق الصابرين فلا يزيد سوء خلقه إلا في حسناتهم‏.‏ دار الحديث‏.‏‏]‏

- ‏(‏حم طس حل‏)‏ وكذا العسكري كلهم ‏(‏عن عائشة‏)‏ وضعفه المنذري وقال الهيثمي‏:‏ فيه أبو بكرة بن أبي مريم وهو ضعيف ‏(‏قط في الأفراد طس عن جابر‏)‏ قال‏:‏ قيل يا رسول اللّه ما الشؤم فذكره قال الهيثمي‏:‏ وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي ضعيف انتهى‏.‏ وقال شيخه العراقي‏:‏ حديث لا يصح‏.‏

4965 - ‏(‏الشونيز‏)‏ الكمون الأسود ويسمى الهندي وهو بفتح الشين كذا قيده القاضي ‏[‏وهو الحبة السوداء ومنافعه كثيرة منها أنه يشفي من الزكام إذا قلي وصحن وشم ويحلل النفخ غاية التحليل إذا ورد من داخل البدن ويقتل الدود إذا أكل على الريق وإذا شرب منه مثقال بماء نفع من البهر وضيق النفس ويدر الطمث المحتبس وإذا نقع منه سبع حبات في لبن امرأة ساعة وسعط بها صاحب اليرقان نفعه وإذا طبخ بخل مع خشب الصنوبر وتمضمض به نفع وجع الأسنان عن برد وإذا شرب أدر البول واللبن وإذا شرب بنطرون شفى من عسر النفس ودخنه يطرد الهوام وخاصيته إذهاب الجشاء الحامض الكامن من البلغم والسوداء‏:‏ عربي أو فارسي معرب‏.‏‏]‏

وقال القرطبي‏:‏ بالضم وقيل بالفتح وقال‏:‏ هو الشينيز بالكسر ‏(‏دواء من كل داء‏)‏ من الأدواء الباردة أو أعم ولا يبعد أن يداوى الحار بالحار لخاصية أو المراد إذا ركب تركيباً خاصاً وقد أطنب الأطباء في جموم منافعه ‏[‏وقد أجرى عدة أطباء مسلمين في أمريكا، منهم الدكتور محمد قنديل، تجارب على حبة البركة حوالي عام 1987 ميلادي، أثبتوا فيها دورها الإيجابي في رفع قدرة الجسم على مكافحة الجراثيم‏.‏ دار الحديث‏]‏

‏(‏إلا السام وهو الموت‏)‏ فإنه لا دواء له ‏[‏ص 184‏]‏ إذا جاء قال في التنقيح‏:‏ لم يوجد في غير الشونيز من المنافع ما وجد فيه وقد ذكر الأطباء فيه نحو اثنين وعشرين منفعة‏.‏

- ‏(‏ابن السني في‏)‏ كتاب ‏(‏الطب‏)‏ النبوي ‏(‏وعبد الغني في‏)‏ كتاب ‏(‏الإيضاح عن بريدة‏)‏ ظاهره أنه لا يوجد مخرجاً لأحد من الستة وهو ذهول فقد خرجه الترمذي في الطب عن أبي هريرة ونقله عنه في مسند الفردوس وغيره‏.‏

4966 - ‏(‏الشياطين يستمتعون بثيابكم‏)‏ أي يلبسونها ‏(‏فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليها أنفاسها‏)‏ أي الثياب والقياس حتى ترجع إليه نفسه ولعل التأنيث وقع من بعض الرواة ‏(‏فإن الشيطان لا يلبس ثوباً مطوياً‏)‏ أي لم يؤذن له في ذلك كما لم يؤذن له في فتح الباب المغلوق ولا في التسور‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما‏.‏

4967 - ‏(‏الشيب نور المؤمن‏)‏ لأنه يمنعه عن الغرور والخفة والطيش ويميله إلى الطاعة وتنكسر به نفسه عن الشهوات وكل ذلك موجب للثواب يوم المآب ‏(‏لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة ورفع بها درجة‏)‏ أي منزلة عالية في الجنة ‏.‏

<فائدة> ورد في غير ما خبر أن أول من شاب إبراهيم وفي الإسرائيليات أن إبراهيم لما رجع من تقرب ولده إلى ربه رأت سارة في لحيته شعرة بيضاء فكان أول من شاب فأنكرتها وأرته إياها فتأملها فأعجبته وكرهتها وطالبته بإزالتها فأبى وأتاه ملك فقال‏:‏ السلام عليك يا إبراهيم وكان اسمه ابرايم فزاد اسمه هاء والهاء في السريانية للتفخيم والتعظيم ففرح وقال‏:‏ أشكر إلهي وإله كل شيء قال له الملك‏:‏ إن اللّه صيرك معظماً في أهل السماوات والأرض ووسمك بسمة الوقار في اسمك وخلقك أما اسمك فتدعى في أهل السماء والأرض إبراهيم وأما في خلقك فقد أنزل وقاراً ونوراً على شعرك فقال لسارة‏:‏ هذا الذي كرهتيه نور ووقار قالت‏:‏ إني كارهة له قال‏:‏ لكني أحبه اللهم فزدني نوراً فأصبح وقد ابيضت لحيته كلها‏.‏

- ‏(‏هب عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وفيه الوليد بن كثير أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ ابن سعيد ليس بذلك وعبد الرحمن بن الحرث قال أحمد‏:‏ متروك الحديث‏.‏

4968 - ‏(‏الشيب نور من خلع الشيب‏)‏ يعني أزاله بنحو نتف ‏(‏فقد خلع نور الإسلام‏)‏ عنه فنتف الشيب مكروه مذموم شرعاً قال القرطبي‏:‏ يقال إن ملكاً من اليونان استعمل على ملبسه أمة أدّبها بعض الحكماء فأرته يوماً المرآة فرأى في وجهه شعرة بيضاء فقصها فأخذتها الأمة وقبلتها ووضعتها بكفها وأصغت إليها فقال الملك‏:‏ أي شيء تصغين قالت‏:‏ سمعت هذه المبتلاة بفقد قرب الملك تقول قولاً عجباً قال‏:‏ ما هو قالت‏:‏ لا يتجرأ لساني على النطق به قال‏:‏ قولي آمنة ما لزمت الحكمة قالت‏:‏ تقول أيها الملك المسلط على أمد قريب إني خفت بطشك بي فلم أظهر حتى عهدت إلى بناتي أن يأخذن بثأري وكأنك بهنّ وقد خرجن عليك فإما أن يجعلن الفتك بك وإما أن ينقصن شهوتك وقوتك وصحتك حتى تعد الموت غنماً فقال‏:‏ اكتبي كلامك فكتبته فتدبره ثم نبذ ملكه في حديث هذا المقصود منه وفي معناه قيل‏:‏ ‏[‏ص 185‏]‏

وزائرة للشيب لاحت بمفرقي * فبادرتها خوفاً من الحتف بالنتف

فقالت على ضعفي استطلت ووحدتي * رويدك حتى يلحق الجيش من خلفي

‏(‏فإذا بلغ الرجل أربعين سنة‏)‏ من عمره ‏(‏وقاه اللّه الأدواء‏)‏ وفي رواية أمنه من البلايا ‏(‏الثلاث‏)‏ المهولة المخوفة المعدية عند العرب ‏(‏الجنون والجذام والبرص‏)‏ وخصها لأنها أخبث الأمراض وأبشعها وأقبحها وزاد أبو يعلى في رواية فإذا بلغ أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئاً كتب له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير فإذا عمل سيئة لم تكتب عليه اهـ‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه في ترجمة الوليد بن موسى القرشي من حديثه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك ظاهر صنيع المصنف أن مخرّجه سكت عليه والأمر بخلافه فإنه أورده في ترجمة الوليد كما تقرّر وقال‏:‏ قال العقيلي‏:‏ يروي عن الأوزاعي أباطيل لا أصل لها وقال ابن حبان‏:‏ هذا لا أصل له من كلام النبي صلى اللّه عليه وسلم اهـ‏.‏ وأقره عليه الذهبي وقال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يصح‏.‏

4969 - ‏(‏الشيخ في أهله‏)‏ وفي رواية في قومه ‏(‏كالنبي في أمّته‏)‏ أي يجب له من التوقير مثل ما للنبي صلى اللّه عليه وسلم في أمته منه أو المراد يتعلمون من علمه ويتأدبون من أدبه لزيادة تجربته التي هي ثمرة عقله ولذلك ترى الأكراد والأتراك وأجلاف العرب مع قرب رتبتهم من البهيمة يوقرون الشيخ بالطبع‏.‏

<تنبيه> قال ابن عربي‏:‏ الشيوخ نواب الحق كالرسل في زمانهم فهم ورثوا الشرائع وعليهم حفظ الشريعة لا التشريع وحفظ القلوب ورعاية الآداب فهم من العلماء باللّه بمنزلة الطبيب من العالم بعلم الطبيعة والطبيب لا يعرف الطبيعة إلا بما هي مدبرة للبدن والعالم بالطبيعة يعرفها مطلقاً وإن لم يكن طبيباً وقد يجمع الشيخ بينهما لكن حظ الشيخ من العلم أن يعرف من الناس موارد حركاتهم ومصادرها والعلم بالخواطر مذمومها ومحبوبها وموضع اللبس الداخل فيها من ظهور خاطر مذموم في صورة محمودة ويعرف الأنفاس والنظرة وما لهما وما يحتويان عليه من خير وشر ويعرف العلل والأدوية والأزمنة والسن والأمكنة والأغذية وما يصلح المزاج وما يفسده والفرق بين الكشف الحقيقي والخيالي ويعرف التحلي الإلهي ويعرف التربية وانتقال المريد من الطفولية إلى الشباب ومنه إلى الكهولة ويعلم ما للنفس والشيطان من الأحكام وأدويتها ومتى يصدق خواطر المريد ويعلم ما تكنه نفس المريد مما لا يشعر به ويفرق للمريد إذا فتح عليه في باطنه بين الفتح الروحاني والإلهي ويعلم بالشم أهل الطريق الذين يصلحون له والتحلية التي تحلى به نفوس المريدين الذين هم عرائس الحق فالشيخ عبارة عن جمع جميع ما يحتاجه المريد في حال تربيته وكشفه إلى انتهائه إلى الشيخوخة وما يحتاجه إذا مرض خاطره لشبهة وقعت له لا يعرف صحتها من سقمها كما وقع لشيخنا حين قيل له أنت عيسى ابن مريم فتأوله الشيخ بما ينبغي وكذا إذا ابتلي بسماع النهي عن واجب أو فعل حرام فالشيخ طبيب الدين فمهما نقص مما يحتاجه المريد في تربيته فلا يحل له القعود على منصة الشيخوخة فإنه يفسد أكثر مما يصلح ويفتن كالمتطبب يعل الصحيح ويقتل المريض‏.‏

- ‏(‏الخليلي في مشيخته وابن النجار‏)‏ في تاريخه كلاهما من حديث أحمد بن يعقوب القرشي الجرجاني الأموي عن عبد الملك القناطري عن إسماعيل عن أبيه عن رافع ‏(‏عن أبي رافع‏)‏ قال ابن حبان‏:‏ وهذا موضوع وقال غيره‏:‏ هذا باطل وقال الزركشي‏:‏ ليس من كلام النبي صلى اللّه عليه وسلم وفي الميزان في ترجمة محمد بن عبد الملك القناطري عن أبيه عن رافع روى حديثاً باطلاً ‏"‏الشيخ في أهله كالنبي في أمته‏"‏ وقيل له القناطري لأنه كان يكذب قناطير اهـ وفي اللسان قال الخليلي‏:‏ حديث الطبراني وضعه كذاب على مالك يقال له صخر الحاجب وهو الذي وضع حديث ‏"‏الشيخ في أهله كالنبي في أمته‏"‏‏.‏

4970 - ‏(‏الشيخ في بيته‏)‏ يعني في أهله وعشيرته ‏(‏كالنبي في قومه‏)‏ لا لكبر سنه ولا لكمال قوته بل لتناهي عقله ‏[‏ص 186‏]‏ الذي هو منبع العلم ومطلعه وأسه والعلم يجري منه مجرى الثمر من الشجر والنور من الشمس والرؤية من العين‏.‏

- ‏(‏حب في الضعفاء والشيرازي في الألقاب‏)‏ وكذا الديلمي ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ثم تعقبه مخرجه ابن حبان بأن ابن غنائم يروي عن مالك ما لم يحدث به قط وذكره ابن حبان في ترجمة ابن عمر وقال‏:‏ هذا موضوع قال السخاوي‏:‏ وجزم شيخنا يعني ابن حجر بكونه موضوعاً ومن قبله ابن تيمية‏.‏

4971 - ‏(‏الشيخ يضعف جسمه وقلبه شاب على حب اثنتين‏)‏ أي كان وما زال على حب اثنين فالمراد استمراره على ذلك ودوامه عليه وأن حبه لهما لا ينقطع بشيخوخته ‏(‏طول الحياة وحب المال‏)‏ خبران لمبتدأ محذوف ويجوز النصب على البدلية من اثنتين وفيه ذم الأمل والحرص على جمع المال وذلك يقتضي فضل الصدقة للغني والتعفف للفقير وإن الإرادة في القلب لا في قلب عين الأعضاء كما ظن قال الحافظ العراقي‏:‏ والحديث غير متضح المعنى اهـ وأحسن ما وجه به ما تقرر‏.‏

- ‏(‏عبد الغني بن سعد في‏)‏ كتاب ‏(‏الإيضاح عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عن أحمد بلفظ الشيخ على حب اثنين طول الحياة وكثرة المال‏.‏

4972 - ‏(‏الشيطان يلتقم قلب ابن آدم‏)‏ مشتق من القلب الذي هو المصدر لفرط تقلبه ‏(‏فإذا ذكر اللّه خنس عنده‏)‏ أي انقبض وتأخر ‏(‏وإذا نسي اللّه التقم قلبه‏)‏ وذلك لأن الشيطان سيال يجري من ابن آدم مجرى الدم وسيلانه كالهواء في القدح فإن أردت إخلاء القدح عن الهواء من غير أن تشغله بشيء فقد طمعت في غير مطمع بل بقدر ما يخلو من الماء يدخل الهوى فكذا القلب المشغول بذكر اللّه يخلو عن جولان الشيطان ولو غفل عنه ولو لحظة فلا قرين له إلا الشيطان ‏{‏ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً‏}‏ فعبر في الحديث عن هاتين الحالتين بالالتقام والخنوس على طريق ضرب المثل للتفهيم قال حجة الإسلام‏:‏ والتطارد الذي بين ذكر اللّه ووسوسة الشيطان كالتطارد بين النور والظلمة وبين الليل والنهار ولتطاردهما‏.‏ قال تعالى ‏{‏استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر اللّه‏}‏‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي ‏(‏عن أنس‏)‏ رمز المصنف لحسنه، وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجاً لأشهر من الحكيم ممن وضع لهم الرموز مع أنه خرجه أيضاً أبو نعيم والديلمي‏.‏

4973 - ‏(‏الشيطان يهم بالواحد والاثنين فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم‏)‏ قال في الفردوس‏:‏ يعني في السفر وقال غيره‏:‏ أراد بالواحد المنفرد برأيه وأخذ منه أن تقليد الأكثر أولى من تقليد الأكبر ويؤيده خبر عليكم بالسواد الأعظم من شذ شذ إلى النار ‏.‏

<فائدة> سئل شيخ الإسلام زكريا‏:‏ هل للكرام الكاتبين وللشيطان الإطلاع على ما يخطر في القلب أم لا‏؟‏ فأجاب‏:‏ لهم الإطلاع على ما يخطر بالقلب بإطلاع اللّه تعالى‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف اهـ‏.‏ وأعله ابن القطان بعبد العزيز الأصم وقال‏:‏ لا يعرف فالحديث لا يصح وفي الميزان عبد العزيز الأصم فيه جهالة ثم أورد له هذا الخبر‏.‏